جديد الموقع
طبيعة العلاقة بين اللغة العربية ولغة الأورومو => مقالات وإبداعــات أهمية اللغة العربية في فهم الإسلام => مقالات وإبداعــات مستقبل اللغة العربية رهين بأهلها => مقالات وإبداعــات اللغة واللسان والكلام عند فردناند دي سوسير => مقالات وإبداعــات آخر موعد لتلقى أوراق الطلاب الوافدين للدراسة بالجامعات والمعاهد اليوم => أخبـــار الــوافــديـن استمرار تقديم طلاب الوافدين حتى نهاية ديسمبر و12 ألف نفذوا الالتحاق بالجامعات => أخبـــار الــوافــديـن استقبال الطلاب الوافدين المتأخرين بالجامعات المصرية حتى 30 ديسمبر.. تفاصيل => أخبـــار الــوافــديـن برامج الجامعات الأهلية تجذب الطلاب الوافدين والمصريين راغبي الدراسة بالخارج => أخبـــار الــوافــديـن الحكومة تعلن تخفيض المصروفات الدراسية للطلاب الوافدين ببعض الجامعات => أخبـــار الــوافــديـن رشا كمال لـ"بوابة الأهرام": الوافدون ثروة قومية لمصر.. وفروع جديدة للجامعات بالقارة السمراء| حوار => أخبـــار الــوافــديـن كل ما تريد معرفته عن وحدة الرعاية للطلاب الوافدين بجامعة القاهرة => أخبـــار الــوافــديـن رئيس تطوير الوافدين وأمين البحوث الإسلامية يفتتحان فعاليات ملتقى الإخوة الإنسانية => أخبـــار الــوافــديـن الأزهر يفتح باب التقديم لمسابقة اختيار مبعوثين من الطلاب الوافدين => أخبـــار الــوافــديـن «البحوث الإسلامية» يعقد سلسلة لقاءات تثقيفية بالتعاون مع مركز تطوير الوافدين => أخبـــار الــوافــديـن رئيس جامعة عين شمس يلتقي بالطلاب الوافدين من إفريقيا => أخبـــار الــوافــديـن تعرف على أهداف مكتب رعاية الطلاب الوافدين بجامعة القاهرة => أخبـــار الــوافــديـن عضو بـ"الشيوخ" للطلاب الوافدين: الأمل معقود عليكم لتأكيد عالمية الأزهر => أخبـــار الــوافــديـن الأزهر يطلق مشروعا لمعلمى الطلبة الوافدين على استخدام التعلم المدمج => أخبـــار الــوافــديـن «تنمية مواهب الطلاب الوافدين» في احتفالية لتكريم الفائزين بالأزهر => أخبـــار الــوافــديـن صيدلة عين شمس: نوفر فرص عمل للطلاب الوافدين => أخبـــار الــوافــديـن للطلاب الوافدين راغبي الدراسة في مصر.. كل ما تريد معرفته عن نظام التعليم بجامعة عين شمس => أخبـــار الــوافــديـن تخفيض 30% من المصروفات الدراسية لجميع الطلاب الوافدين بجامعة بني سويف => أخبـــار الــوافــديـن “التعليم العالي”: 30 ديسمبر آخر موعد لقبول الطلاب الوافدين بالجامعات المصرية => أخبـــار الــوافــديـن اجتماع مع طلاب السكن لحل مشكلاتهم => أنشطــة الـجـمعــية تقرير الجمعية السنوي لعام 2016 => تقــــارير الجـــمعية تقرير الجمعية السنوي لعام 2017 => تقــــارير الجـــمعية تقرير الجمعية السنوي لعام 2018 => تقــــارير الجـــمعية تقرير الجمعية السنوي لعام 2019 => تقــــارير الجـــمعية مشروع افطار الصائم توزيع وجبات للطلاب المتزوجين رمضان ٢٠٢١م ١٤٤٢هـ => أخبـــار الــوافــديـن قامت جريده اللواء الاسلامي بإعداد تقرير حول جمعية أصدقاء الطالب الوافد ودورها في رعاية الطلاب الوافدين => أخبـــار الــوافــديـن

أهمية السفر لطلب العلم

المقال

أهمية السفر لطلب العلم

 أبو حامد الغزالي

السفر لطلب العلم إما واجب وإما نفل وذلك بحسب كون العلم واجبا أو نفلا‏.‏

وذلك العلم إما علم بأمور دينه أو بأخلاقه في نفسه أو بآيات الله في أرضه‏.‏

وقد قال عليه السلام ‏"‏ من خرج من بيته في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع ‏"‏ وفي خبر آخر ‏"‏ من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة ‏"‏ وكان سعيد ابن المسيب يسافر الأيام في طلب الحديث الواحد‏.‏

وقال الشعبى‏:‏ لو سافر رجل من الشام إلى أقصى اليمن في كلمه تدله على هدى أو ترده عن ردى ما كان سفره ضائعا‏.‏

ورحل جابر بن عبد الله من المدينة إلى مصر مع عشرة من الصحابة فساروا شهرا في حديث بلغهم عن عبد الله أنيس الأنصاري يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعوه وكل مذكور في العلم محصل له - من زمان الصحابة إلى زماننا هذا - لم يحصل العلم إلا بالسفر وسافر لأجله وأما علمه بنفسه وأخلاقه فذلك أيضا منهم فإن طريق الآخرة لا يمكن سلوكها إلا بتحسين الخلق وتهذيبه‏:‏ ومن لا يطلع على أسرار باطنه وخبائث صفاته لا يقدر على تطهير القلب منها‏.‏

وإنما السفر هو الذي يسفر عن أخلاق الرجال وبه يخرج الله الخبء في السموات والأرض وإنما سمى السفر سفرا لأنه يسفر عن الأخلاق‏:‏ ولذلك قال عمر رضى الله عنه للذي زكى عنده بعض الشهود‏:‏ هل صحبته في السفر الذي يستدل به على مكارم أخلاقه‏:‏ لا فقال‏:‏ ما أراك تعرفه وكان بشر يقول‏:‏ يا معشر القراء سيحوا تطيبوا فإن الماء إذا ساح طاب وإذا طال مقامه في موضع تغير‏.‏

وبالجملة فإن النفس في الوطن مع مواتاة الأسباب لا تظهر خبائث أخلاقها لاسئناسها بما يوافق طبعها من المألوفات المعهودة فإذا حملت وعناء السفر وصرفت عن مألوفاتها المعادة وامتحنت بمشاق الغربة انكشفت غوائلها ووقع الوقوف على عيوبها فيمكن الاشتغال بعلاجها‏.‏

وقد ذكرنا في كتاب العزلة وأما آيات الله في أرضه ففي مشاهدتها فوائد للمستبصر ففيها قطع متجاورات وفيها الجبال والبراري والبحار وأنواع الحيوان والنبات وما من شئ منها إلا وهو شاهد لله بالوحدانية ومسبح له بلسان ذلق لا يدركه إلا من ألقى السمع وهو شهيد‏.‏

وأما الجاحدون والغافلون والمغترون بلامع السراب من زهرة الدنيا فإنهم لا يبصرون ولا يسمعون لأنهم عن السمع معزولون وعن آيات ربهم محجوبون ‏"‏ يعملون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ‏"‏ وما أريد بالسمع السمع الظاهر - فإن الذين أريدوا به ما كانوا معزولين عنه - وإنما أريد به السمع الباطن ولا يدرك بالسمع الظاهر إلا الأصوات‏.‏

ويشارك الإنسان فيه سائر الحيوانات‏.‏

فأما السمع الباطن فيدرك به لسان الحال الذي هو نطق وراء نطق الممال يشبه قول القائل - حكاية لكلام الوتد والحائط - قال الجدار للوتد‏:‏ لم تشقني فقال‏:‏ سل من يدقنى ولم يتركني ورائي الحجر الذي ورائي‏.‏

وما من ذرة في السموات والأرض إلا ولها أنواع شاهدات لله تعالى بالوحدانية هي توحيدها وأنواع شاهدات لصانعها بالتقدس هي تسبيحها ولكن لا يفقهون تسبيحها - لأنهم لم يسافروا من مضيق سمع الظاهر إلى فضاء سمع الباطن ومن ركاكة لسان المقال إلى فصاحة لسان الحال - ولو قدر كل عاجز على مثل هذا السير لما كان سليمان عليه السلام مختصا بفهم منطق الطير ولما كان موسى عليه السلام مختصا بسماع كلام الله تعالى الذي يجب تقديسه عن مشابهة الحروف والأصوات‏.‏

ومن يسافر ليستقرئ هذه الشهادات من الأسطر المكتوبة بالخطوط الإلهية على صفحات الجمادات لم يطل سفره بالبدن بل يستقر في موضع ويفرغ قلبه للتمتع بسماع نغمات التسبيحات من آحاد الذرات فماله وللتردد في الفلوات وله غنية في ملكوت السموات فالشمس والقمر والنجوم بأمره مسخرات‏.‏

وهي إلى أبصار ذوى البصائر مسافرات في الشهر والسنة مرات بل هي دائبة في الحركة على توالى الأوقات‏.‏

فمن الغرائب أن يدأب في الطواف بآحاد المساجد من أمرت الكعبة أن تطوف به ومن الغرائب أن يطوف في أكناف الأرض من يطوف به أقطار السماء‏.‏

ثم مادام المسافر مفتقرا إلى أن يبصر عالم الملك والشهادة بالبصر الظاهر فهو بعد في المنزل الأول من منازل السائرين إلى الله والمسافرين إلى حضرته وكأنه معتكف على باب الوطن لم يفض به المسير إلى متسع الفضاء ولا سبب لطول المقام في هذا المنزل إلا الجبن والقصور‏.‏

ولذلك قال بعض أرباب القلوب‏:‏ إن الناس ليقولون افتحوا أعينكم حتى تبصروا وأنا أقول‏:‏ غمضوا أعينكم حتى تبصروا

وكل واحد من القولين حق إلا أن الأول خبر عن المنزل الأول القريب من الوطن والثاني خبر عما بعده من المنازل البعيدة عن الوطن التي لا يطؤها إلا مخاطر بنفسه والمجاوز إليها ربما يتيه فيها سنين وربما يأخذه التوفيق بيده فيرشده الى سواء السبيل والهالكون في التيه هم الأكثرون من ركاب هذه الطريق ولكن السائحون بنور التوفيق فازوا بالنعيم والملك المقيم وهم الذين سبقت لهم من اللّه الحسنى واعتبر هذا الملك بملك الدنيا فإنه يقل بالإضافة الى كثرة الخلق طلابه ومهما عظم المطلوب قل المساعد‏.‏

ثم الذي يهلك أكثر من الذي يملك‏.‏

ولا يتصدى لطلب الملك العاجز

الجبان لعظيم الخطر وطول التعب‏:‏ وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام وما أودع اللّه العز والملك في الدين والدنيا إلا في حين الخطر‏.‏

وقد يسمى الجبان الجبن والقصور باسم الحزم و الحذر كما قيل‏:‏ ترى الجبناء أن الجبن حزم وتلك خديعة الطبع اللئيم فهذا حكم السفر الظاهر إذا أريد به السفر الباطن بمطالعة آيات اللّه في الأرض‏.‏

فلنرجع الى الغرض الذي كنا نقصده ولنبين

القسم الثاني‏:‏ وهو أن يسافر لأجل العبادة

إما لحج أو جهاد وقد ذكرنا فضل ذلك وآدابه وأعماله الظاهرة والباطنة في كتاب أسرار الحج ويدخل في جملته زيارة قبور الأنبياء عليهم السلام وزيارة قبور الصحابة والتابعين وسائر العلماء والأولياء وكل من يتبرك بمشاهدته في حياته يتبرك بزيارته بعد وفاته‏.‏

ويجوز شد الرحال لهذا الغرض ولا يمنع من هذا قوله عليه السلام ‏"‏ لا تشد الرحال إلا الى ثلاثة مساجد‏:‏ مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى ‏"‏ لأن ذلك في المساجد فغنها متماثلة بعد هذه المساجد وإلا فلا فرق بين زيارة قبور الأنبياء والأولياء والعلماء في أصل الفضل وإن كان يتفاوت في الدرجات تفاوتاً عظيماً بحسب اختلاف درجاتهم عند اللّه‏.‏

وبالجملة زيارة الأحياء أولى من زيارة الأموات‏.‏

والفائدة من زيارة الأحياء طلب بركة الدعاء وبركة النظر إليهم فإن النظر الى وجوه العلماء والصلحاء عبادة‏.‏

وفيه أيضاً حركة للرغبة في الإقتداء بهم والتخلق بأخلاقهم وآدابهم هذا سوى اما ينتظر من الفوائد العلمية المسفادة من أنفاسهم وأفعالهم كيف ومجرد زيارة الأخوان في اللّه فيه فضل كما ذكرناه في كتاب الصحبة‏.‏

وفي التوراة‏:‏ سر أربعة أميال زر أخاً في اللّه‏.‏

وأما البقاع فلا معنى لزيارتها سوى

المساجد الثلاثة وسوى الثغور للرباط بها فالحديث ظاهر في أنه لا تشد الرحال لطلب بركة إلا الى المساجد الثلاثة‏.‏

وقد ذكرنا فضائل الحرمين في كتاب الحج‏.‏

وبيت المقدس له فضل كبير‏.‏

خرج ابن عمر من المدينة قاصداً بيت المقدس حتى صلى فيه الصلوات الخمس ثم كر راجعاً من الغد الى المدينة‏.‏

وقد سأل سليمان عليه السلام ربه عز وجل‏:‏ أن من قصد هذا المسجد لايعنيه إلا الصلاة فيه أن لا تصرف نظرك عنه ما دام مقيماً فيه

حتى يخرج منه وأن تخرجه من ذنوبه كيوم ولدته أمه فأعطاه اللّه ذلك‏.‏

التعليقات : 0 تعليق

إضافة تعليق


8 + 6 =

/500