كشف الدكتور مسعد عويس، وزير الشباب والرياضة الأسبق، في حكومة الدكتور كمال الجنزوري، ومقرر لجنة الشباب ببيت العائلة المصرية بالأزهر، ورئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء الطالب الوافد، عن خطة البيت خلال الفترة المقبلة، مضفيا خلال حواره لـ"الدستور"، أن الفترة القادمة ستشهد تعاون كبير بين الجامعات المصرية وبيت العائلة لعقد ندوات تدريبية وحضور معسكرات تثقيفية للطلاب.
وأشاد بفكرة بيت العائلة، موضحا دوره في محاربة الإرهاب، وتوحيد نسيج الأمة، مشيرا إلى أن جمعية أصدقاء الطالب الوافد ترعي طلاب الأزهر وغيرهم بالجامعات الأخري، وتعقد ندوات دعوية وتثقيفية لتحصينهم ضد براثن الأفكار المتطرفة، وإلي نص الحوار.
- أنت مقرر لجنة الشباب في بيت العائلة.. نود التعرف علي أنشطة اللجنة؟
فكرة بيت العائلة عبقرية، فقد طلب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب من البابا بالتوأمة والتعاون مع بعضهم البعض في وحدة وطنية، بعد مرور الأمة بمرحلة خطيرة ظهرت فيها محاولات لإحداث فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين، فكان من الضروري تأسيس بيت يضم كل أطياف الشعب للمحافظة علي الوحدة والعيش المشترك بين أبناء الوطن.
ويضم بيت العائلة المصرية فى عضويته 30 عضوًا في اللجنة العليا، ويتكون من 8 لجان تغطى كل جوانب تعاون طوائف الشعب فى كافة المجالات، ولدي المشاركين تجارب إنسانية مشتركة لمساعدة بعضهم البعض فى كافة المناسبات.
وتضم لجنة الشباب ما يقرب من 15 عضوا، تقوم علي رعاية واهتمام الشباب، كما يقوم بعض الأصدقاء من الشخصيات العامة من خارج بيت العائلة بالمشاركة تطوعا في الندوات والملتقيات الفكرية في مصر وفروع بيت العائلة في المحافظات.
وتقوم اللجنة بالمشاركة في معسكرات الشباب والرياضة، ويكون محور حديثها مع الشباب ثلاثة جوانب، الأول: الجانب الخاص بالتربية العامة، وثانيا: الجانب الاقتصادي، ونوجه الشباب إلي الاعتماد علي أنفسهم، والسعي لفتح مشاريع اقتصادية خاصة بهم، وثالثا: الجانب الديني: نتحدث معهم عن الدين وتعاليمه وكيفية مشاركة الشباب المسلم مع المسيحي في أفراحه وأحزانه.
وتقدم إلي اللجنة خلال الفترة الحالية العديد من الدعوات للمشاركة في فعاليات خاصة في وزارة الشباب والرياضة والأندية والجامعات المصرية، ففي جامعة القاهرة أنشأت أسرة تسمي"بيت العائلة"، وتم بروتوكول تعاون بين جامعة عين شمس وبين بيت العائلة للتعاون المشترك.
ويعتبر دور لجنة الشباب التوجيه والتوعية والإرشاد، وأما عن الانجازات التي تقدمها اللجنة أو الخدمات فهي معنوية وليست مادية، تساعد في تكوين الشخصية لدي الشباب الصاعد.
- حدثنا عن خطة اللجنة خلال الفترة المقبلة؟
تجتمع اللجنة شهريا لمناقشة خطتها في وضع البرامج التي تقدمها، فتسعي خلال الفترة المقبلة لتكثيف نشاطها للمشاركة في الملتقيات الفكرية، والمعسكرات الشبابية، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والثقافة، والجامعات المصرية، والمؤسسات الدينية.
- كيف تري دور بيت العائلة في محاربة الإرهاب والفتن الطائفية؟
دور كبير في توجيه الشباب، من خلال الملتقيات الفكرية، الندوات والقوافل الدعوية التي تجوب المحافظات، بمخاطر دعوات الفتنة بين جناحي الأمة المصرية، كما تقوم تلك الدعوات علي حث الناس للتمسك بروح الوحدة الوطنية والسبيكة الواحدة، فبيت العائلة له دور كبير في المحاربة والحفاظ علي النسيج الواحد تحت رعاية شيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني.
- أنت أول من فكر في كيان يقوم علي رعاية الطلاب الوافدين من جمعية أصدقاء الطالب الوافد.. من أين جاءتكم الفكرة؟
رأيت أنه في ظل ما يواجه الشباب من تحديات عقدية وفكرية واجتماعية وأخلاقية، ونظرًا لحاجة شباب الأمة وخاصة المغتربين منهم في طلب العلم، أن يتحصن بعيدًا عن براثن الفكر المتطرف، من هنا جاءت الفكرة حيث أنشأت الجمعية عام 2004، كأول جمعية مصرية متخصصة في شؤون الطلاب الوافدين، لتقوم برعاية هذه الشريحة من شباب الأمة ومستقبلهم وسلامة تكوينهم الفكري والعلمي.
وتضاعفت مسؤليات الجمعية فيما بعد إنشائها عدة مستجدات إقليمية ومتغيرات دولية منها "ظاهرة الإسلاموفوبيا"، ومحاربة التطرف والتعصب من خلال تلقيهم العلوم الإسلامية الوسطية.
وحرصت الجمعية علي النهوض بواجب رعاية طلاب العلم الوافدين إلي مصر من أبناء الشعوب الإسلامية في مختلف القارات، يساندها في النهوض بأعباء هذا الواجب عدد من أهل الخير والبر من أبناء مصر وميسوريها.
- ما الهدف من إنشاء الجمعية؟
مؤمن بأن الشباب عماد الأمة، لذلك فمنذ نشأة الجمعية وقد وضعنا عدة أهداف أبرزها: الإسهام في تكريس وتفعيل دور الشباب والطلاب الإيجابي في نهضة مجتمعاتهم خاصة، والأمة بصفة عامة، وإعدادهم وتأهليهم علميا وروحيا وبدنيا لهذا الدور الحضاري الهام، وكفالة طالب العلم الوافد ورعايته اجتماعيا وعلميا وتربويا وصحيا، وتضم الجمعية ما يزيد عن 500طالبا من مختلف الدول بجامعات مصر.
- خدمات تقدمها الجمعية للطلاب الوافدين ؟
تهتم بالطلاب الوافدين الذين يدرسون في مختلف جامعات مصر، وتوفر لهم إقامة مجانية تتضمن المأكل والمسكن والمشرب، إضافة إلي الإشراف التربوي والصحي، كما تطبع المصاحف والكتب بمختلف اللغات وتوزيعها عليهم مجانا، وتم افتتاح مركز الحرمين الإسلاميين، المقام علي مساحة 500متر مربع، ويعتبر أحد أهم منارات العلم والتوجيه ويشتمل علي مسجد ملحق به مصلي للنساء، ومكتبة عامة تضم ما يقرب من عشرة الآف كتاب في مختلف التخصصات، ومركز للدورات التدريبية التربوية والثقافية، كما تعقد الجمعية مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
كما اقامت الجمعية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة العديد من المخيمات الطلابية والمعسكرات بأنواعها المختلفة في العديد من المدن المصرية لتحقيق أهدافها التربوية والتثقيفية والتأهيلية، بالإضافة إلي إطلاع الطلاب علي مظاهر النهضة الحضارية في مقر إقامة المخيم وفي المجتمع المصري بوجه عام.
وتنظم الجمعية سنويا في شهر رمضان موائد إفطار لآلاف الوافدين، وتوزيع شنط رمضان علي المستحقين، وفي عيد الأضحي، تذبح الأضاحي وتوزيعها علي الطلاب والفقراء.
-هل هناك تعاون بين الجمعية وجهات أخري؟
لدي الجمعية علاقات كبيرة بجهات أخري مثل وزارة التضامن الاجتماعي، الأزهر، التعليم العالي، الشباب والرياضة، المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة والهيئات الخيرية، ونسعي خلال الفترة المقبلة للتعاون مع وزارة الهجرة لتساعد الطلاب الوافدين في إقامة معسكرات ومشاركتهم في مختلف الأنشطة الأخري حتي يتعرفوا أكثر علي الحضارة المصرية.
- كيف ترى دور المجتمع بمؤسساته في خدمة الطلبة الوافدين؟
هناك فئة من الناس تهتم بالطلاب الوافدين مثل الأزهر وبعض الجمعيات الخيرية، ولكن نريد أن تهتم جميع مؤسسات المجتمع بهم، وذلك من خلال عقد ندوات فكرية وورش عمل، بحيث يتم تنويرهم وتوجيههم لأنهم سفراء لبلادهم في مصر،وسفراء لمصر في بلادهم كذلك، مع توفير خدمات معيشية آخري لهم، وتذليل العقوبات التي تواجههم والتي من أهمها الإقامة.
-كيف نحمي الطلاف الوافدين من الأفكار المنحرفة والمتطرفة ؟
علماء الأزهر لهم دورا مهما، في توجيه الطلاب الوافدين، وأيضا من خلال حضورهم للفعاليات التي ينظمها الجامع الأزهر، ندوات فكرية وثقافية ودورات لتعليم اللغة العربية، كل هذه الأمور تساعد في حماية الطالب من براثن الأفكار الضالة لأنهم يتلقون العلوم الإسلامية الوسطية، ولكن نريد تكثيف المزيد خلال الفترة القادمة.
- ما الذي ينبغي أن يقدمه المجتمع للشباب بشكل عام؟
لابد من مؤسسة لإعداد قادة الشباب، تقوم علي رعايتهم، وتستمع إلي المعوقات التي تواجههم، وتوفر احتياجاتهم تثقيفيا وماديا ومعنويا وتربويا.
- كيف تري دور الإمام الأكبر في محاربة الفكر المتطرف ؟
يلعب شيخ الأزهر دورا كبيرا في محاربة الإرهاب في الداخل والخارج من خلال جولاته التي تجوب العالم تدعو إلي التسامح والمواطنة والعيش المشترك وتقبل الآخر، وتحسين صورة الإسلام التي شوهتها الجماعات المتطرفة، إضافة إلي الكيانات الحديثة التي تم تأسيسها مثل مركز الفتوي العالمي، ومرصد الأزهر لمكافحة التطرف.